Ilmu Ushul Fiqh; علم أصول الفقـه

 


الدرس الاول

علم أصول الفقـه

 

تعريفه :

أصول جمع أصل. و الأصل ما يبنى عليه غيره كأصل الجدار وأصل الشجرة، و الفرع ما بني على غيره كفرع الشجرة.

والفقه لغة : الفهـم.

و اصطلاحا  : معرفة الاحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية.

فالمعرفة : هي العلم والظن.

والأحكام الشرعية : أى المأخوذة من الشرع.

العملية : وتشمل القولية لأن القول عمل اللسان، وذلك كالصلاة والصيام وتلاوة القرآن الكريم والأذكار. فتلاوة القرآن قولية، والصيام عملي، والصلاة تشملهما.

من أدلتها التفصيلية : أى غير الاجمالية و ذلك مثل دليل وجوب الصلاة قوله تعالى : (أقيموا الصلاة ) وهكذا. فقوله تعالى ( أَقِيْمُوا ) دل على فعل تفصيلي وهو اقامة الصلاة.

§      ويعرف أصول الفقه باعتباره علما، بأنه علم يبحث عن أدلة الفقه الاجمالية وكيفية الاستدلال بها وحال المجتهد.

§      معني الاجمالية : أي القواعد العامة مثل الامر للوجوب فهو يشمل  كل أمر لم نحدد أمرا بصلاة أو صيام.

§      و معني كيفية الاستدلال بها : أى كيف يستدل المجتهد بهذه الادلة على الحكم.

و حال المجتهد : معناه شروط المجتهد، ويتأتي من – ص 19

فائدته :

هي التمكّن من حصول قدرة يستطيع بها المجتهد استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة, أما إذا لم يكن عنده علم بالأصول فلا يستطيع أن يخصص العام ولا يقيد المطلق الخ.

 

واضعه:

أول من جمعه كفن مستقلّ الإمام الشافعي Z محمد بن إدريس ثم تابعه العلماء وألّفوا فيه كتبا كثيرة متنوعة.

 

موضعه:

الأدلّة من حيث طرق الاستنباط منها, وبيان مراتب حجّيتها وما يعرض لها من أحوال.

معناه: أن أصول الفقه لا يبحث إلا في الأدلّة ليستخرج منها الحكم.

 

نشأته:

نشأ علم أصول الفقه مع الفقه – وإن كان متأخرا في التدوين- فقد كان الصحابة يعرفون الناسخ من المنسوخ والمطلق من المقيد وما إلى ذلك وإن لم يسمّوها باسمها.

 

استمداده

يستمد أصول الفقه من ثلاثة أشياء:

1.  النصّ : من كتاب أو سنة

2.  اللغة العربية

  1. معرفة الأحكام الشرعية وتصويرها, وذلك لإمكان إثباتها أو نفيها.

 

اسئلة الاستيعاب

1.  ما هو الأصل؟

2.  ما هو الفقه؟

  1. عرف أصول الفقه!
  2. ما هي فائته؟
  3. من أول من ألف فيه؟
  4. ما موضوعه؟
  5. متى نشأ علم أصول الفقه؟

 

š

 

الدرس الثاني

الحكم

 

هو خطاب الشرع المتعلّق بأفعال المكلفين طلبا أو تخييرا أو وضعا, فالقصص مثلا لا تسمى أحكاما. و ينقسم قسمين:

1. خطاب تكليف       

2. خطاب وضع

1.  خطاب التكليف: هو خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين, وهو خمسة أقسام: واجب, مندوب, حرام, مكروه, مباح.

§         الواجب : ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه, ويسمى اللازم والحتم والفرض. كالصلاة الواجبة.

§         المندوب : ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه, ويسمى السنة, والفضيلة, والترغيب فيه. كصلاة الضحى.

§         الحرام : ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله وهو الممنوع, كالزنا.

§         المكروه : ما يثاب على تركه ولا يعاقب على فعله ككثرة الضحك.

§         المباح : مالا يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه كالأكل والشرب والمشي.

2.  خطاب الوضع: وهو خطاب الشرع المتعلق بكون الشيء سببا وشرطا  ومانعا وصحيحا وفاسدا, فالله تعالى وضع الوقت سببا لوجوب الصلاة, والحيض مانعا من الصلاة. وهو خمسة أقسام: سبب, مانع, شرط, صحيح, فاسد.

§         السبب : لغة العلامة

واصطلاحا: الأمر الظاهر المنضبط الذي جعله الشارع أمارة على الحكم كالقرابة سبب للإرث, ودخول الوقت سبب لوجوب الصلاة.

§         المانع : الوصف المعارض لحكم السبب, كالقتل المانع من الإرث.

§         الشرط : الخارج عن الشيء اللازم. كالوضوء شرط للصلاة.

§         الصحيح : موافقة الفعلِ الشرعَ كالصلاة إذا أُديت بشروطها وأركانها.

§         الفاسد : مخالفة الفعلِ الشرعَ كالصلاة إذا فقدت ركنا من أركانها, أو شرطا من شروطها.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  ما هو الحكم ؟ وإلى كم قسم ينقسم؟

2.  ما هو تعلق الحكم التكليفي ؟ وإلى كم قسم ينقسم الحكم التكليفي؟

  1. عرّف الحكم الوضعي, واذكر أقسامه, ولماذا سمي وضعيا؟
  2. عرّف السبب لغة, وشرعا!
  3. ما هو المانع؟ مثل به!
  4. ما هو الشرط؟ وهل هو داخل في حقيقة الشيء؟ مثل لذلك!

 

š

 

 

الدرس الثالث

العلم

 

ينقسم الإدراك إلى أربعة أقسام :

1. العلم  : إدراك الشيء على ما هو عليه (100%) كإدراك أن الكلّ أعظم من الجزء فالعشرة أعظم من الخمسة.

2.   الظنّ  : إدراك راجح من (51-99%)

  1. الشكّ : إدراك متساوى الطرفين (50%)
  2. الوهم  : إدراك مرجوح من (1-49%)

وأمّا الجهل, فهو عدم الإدراك, كجهل العوام بالعلوم.

 

أقسام العلم

ينقسم العلم إلى قسمين : نظري وضروري

1.  النظري : ما يحتاج إلى فكر وتأمّل كإدراك أن النية شرط للوضوء فلا تعرف إلا بالبحث في الأدلة.

2.  الضروري: ما لا يحتاج إلى فكر وتأمّل كإدراك أن النار حارة فلا يحتاج إلى استدلال وتفكر.

وينقسم الجهل إلى قسمين:

1.  بسيط : إذا عرف الإنسان نفسه أنه جاهل, مثل: أن تسأل إنسانا: "هل النية واجبة في الصلاة؟ فيقول لا أدري.

2.  مركّب : إذا اعتقد أنّه ليس بجاهل, كمن يجادل في أشياء لا علم له بها, كجاهل يجادل العلماء في مسائل الطلاق والخلع.

أسئلة الاستيعاب

1.  ما هو العلم؟ وهل الظنّ علم؟

2.  ما الفرق بين الظنّ والوهم؟

  1. ما هو الشكّ؟
  2. إذكر مثالا للشك وماذا يعمل من شك في صلاته؟
  3. اذكر أقسام العلم, وهل إدراك أن محمدا رسول الله ضروري أو نظري؟ لماذا؟
  4. ما أقسام الجهل؟ وهل جدال الملحد من النوع البسيط أو المركب ولماذا؟

 

š

 

الدرس الرابع

أقسام الكلام

 

أولا   : ينقسم الكلام باعتبار إمكان وضعه وصفه بالصدق والكذب إلى قسمين:

1.  الخبر : ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته, مثل: الباب مفتوح, فإذا رأينا الباب مفتوحا عرفنا أنّ المتكلّم صادقا وإذا رأيناه مغلقا عرفنا أنّ المتكلّم كاذبا.

2.  الإنشاء : ما لا يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب, مثل أنواع الطلب والعقود اللفظية, فإذا قال إنسان: أعطني ماء فلا يقال هذا صادق أو كاذب.

مثال الطلب : (اعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بِهِ شَيْئًا) و (هَلْ قَامَ عَلِيٌّ؟)

ومثال العقود: بِعْتُ, واشْتَرَيْتُ, وأَنْكَحْتُ, وآجَرْتُ.

ثانيا   : وينقسم الكلام من حيث الاستعمال إلى حقيقة ومجاز.

1.  الحقيقة : اللفظ المستعمل فيما وضع له, مثل أسد للحيوان المفترس.

وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: لغوية, وشرعية, وعرفية

‌أ.      اللغوية: اللفظ المستعمل فيما وضع له عند أهل اللغة, مثل: حقيقة الصلاة لغة: الدعاء. فالصلاة بمعنى الدعاء حقيقة لغوية.

‌ب.                 الشرعية: اللفظ المستعمل فيما وضع له شرعا كالصلاة, حقيقتها شرعا: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم, فالصلاة عند العلماء هي التي نقوم بأدائها يوميا, وعند اللغويية الدعاء.

‌ج. العرفية: اللفظ المستعمل فيما وضع له عرفا, كالدابة استُعملت عرفا لذوات الأربع: وإن كان في اللغة تستعمل لكلّ ما يدب على الأرض.

2.  المجاز : اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة, مثل أسدٍ للرجل الشجاع, فالأسد : وضع أساسا للحيوان المفترس, واستعمل مجازا لكل شجاع, لأن الأسد شجاع.

فإن كانت العلاقة غير المشابهة, فإن كانت في الكلمات سُميَ مجازا مرسلا مثل "رعينا المطر", فكلمة المطر مجاز عن العشب, وأصل الكلام رعينا العشبَ المتسبّب عن المطر, وإن كانت في الإسناد سمي (مجازا عقليا) مثل: "أَنْبَتَ الرَّبِيْعُ الوَرْدَ", و "بني الملك القصر", فالملك لا يبني, وإنما الذي يبني العمّال, فإسناد البناء إلى الملك مجاز وإسناده إلى العمّال حقيقة.

 

أسئلة الاستيعاب

1.        ما هي أقسام الكلام باعتبار وصفه بالصدق والكذب؟

2.        عرّف الخبر ومثّل له!

3.        عرّف الإنشاء ومثّل له! ولماذا سُمي الإنشاء إنشاءً؟

4.        إلى كم قسم ينقسم الكلام من حيث الاستعمال؟

5.        ما الحقيقة؟  وما أقسامها؟

6.        ما المجاز ؟

7.        ما معنى المشابهة ؟

8.        ما المجاز المرسل؟

9.        عرّف المجاز العقلي!

10.  إذا قلنا : "بنى الملك القصر", ماذا يسمى؟

11.  إذا قلنا : "بنى العمّال القصر", ماذا يسمى؟

 

š
الدرس الخامس

من أقسام الطلب الأمر والنهي

 

  1. الأمر: طلب الفعل على وجه الاستعلاء, مثل (أقم الصلاة لدلوك الشمس) فمنـزلة الله أعلى من منزلة الإنسان, فإن كان من الأدنى سمي دعاء مثل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) فنحن نقول: آتنا, فهذا ليس بأمر الله, وإنّما هو دعاء, لأنّنا أقل منـزلة من الله, أو من المساوي (فالتماس) مثل: أعطني القلم يا أخي.

وصفية الأمر تقتضي الوجوب عند الإطلاق, وكذلك الفورية.

وقد يخرج الأمر عن الوجوب والفورية لدليل, فيخرج إلى:

‌أ.      الندب: مثل (وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ) وكالأمر بصلاة الضحى.

‌ب.                       الإجابة: مثل (وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا) و (فَالآنَ بَاشِرُوْهُنّ)

‌ج. التهديد: مثل (اعْمَلُوْا مَا شِئْتُمْ)

‌د.    الالتماس: مثل (أَعْطِنِي الْقَلَمَ, يَا أَخِي) فأنت تلتمس منه بلطف ولا تأمره.

2.  النهي: طلب الكفّ عن الفعل, بلا تفعل على وجه الاستعلاء, فإن كان طلب الكفّ بغير لا الناهية فلا يُسمى نهيا, مثل: دع, وذر, واترك.

وصفية النهي تقتضي تحريم النهي عنه وفساده عند الاطلاق مثل: (وَلاَ تَقْرَبُوْا الزِّنَى) (وَذَرُوْا الْبَيْعَ).

وقد يخرج النهي عن التحريم إلى معان أخرى لدليل, مثل:

‌أ.      الكراهة : مثل (لا يمسنّ أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول) فالذكر بضعة من الإنسان والنهي إنما لتنـزيه اليمين, فلو مسّه بيمينه فليس بحرام, والحديث متفق عليه.

‌ب.                       الإرشاد: مثل لا تضحك, فإن الضحك يميت القلب.

‌ج. التهديد: كقول المدرّس لتلاميذه: لا تدرسوا, وقولك لخادمك: لا تطع أمري.

 

اسئلة الاستيعاب

1.  ما هي أقسام الطلب؟

2.  عرّف الأمر!

  1. ما تقتضي صيغة الأمر عند الاطلاق؟
  2. ما هي الفورية؟
  3. هل يخرج الأمر عن الوجوب؟
  4. ما هو الالتماس؟ مثّل له!
  5. مثّل للتهديد!
  6. عرّف النهي!
  7. هل قولنا "دع واترك وذر" نهي أو أمر؟ ولماذا؟

 

 

š

 

الدرس السادس

العام والخاص

 

  1. العام لغة: الشامل

واصطلاحا: اللفظ المستغرِق لجميع أفراده بلا حصر, مثل: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيْم) فهم يشمل كلَّ الأبرار.

صيغ العموم

‌أ.      مادل على العموم بمادته, مثل: كلٍّ, وجميعٍ, وكافّةً, مثل: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ).

‌ب.     أسماء الشرط مثل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ) فكل من يعمل صالحا لنفسه.

‌ج. الأسماء الموصولة, مثل: (وَِللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) أى كلُّ ما في السموات والأرض لله.

‌د.    المعرف بأل الاستغراقية مفردا كان أو مجموعا, مثل: (خُلقَ الإنسانُ ضَعِيْفاً) ( وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلْم) خُلقَ الإنسان أى كلُّ إنسانٍ.

‌ه.  النكرة في سياق النفي, مثل: (وَمَا مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ) أى ينفي كلَّ إلهٍ إلاّ الله.

تنبيه:

1.  يجب العملُ بعموم اللفظ, حتى يثبت تخصيصه, مثل آيات الصيام عامةُ وخُصَّ منها المسافر, فلو لم يأت التخصيص وجب الصيام على المسافر وغيره.

2.  العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, مثل آيات الظهار نزلت في أوس بن الصامت والحكم عام فيه وفي غيره, فلفظ آيات الظهار (وَالَّذِيْنَ يُظَاهِرُوْنَ) عامّ وإن كانت المسئلة خاصةُ (بأوس وزوجته).

أسئلة الاستيعاب

1.  عرّف العام لغة وشرعا!

2.  اذكر صيغ العموم!

  1. مثل للمعرف بأل الاستغراقية واشرح المثال!
  2. هل النكرة في سياق النفي من صيغ العموم, اذكر لها مثالا!
  3. إذا لم يخصّص العام, هل يجب العمل به؟ مثل ما ذكر!
  4. هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب؟ اشرح ذلك!

 

š

 

الدرس السابع

الخاص والتخصيص

 

الخاص لغة: ضد العام

واصطلاحا: اللفظ الدالّ على معيَّنٍ, مثل: زيدٍ وعشرةٍ, فزيدٌ لا يدلّ على ذات خاصة بخلاف الإنسان.

التخصيص لغةً: ضد التعميم

واصطلاحا: أخراج بعض أفراد العام

والمخصّص قسمان, متصل ومنفصل

والمتصل ثلاثة أقسام: 1. إستثناء  2. شرط     3. صفة.

‌أ.      الاستثناء: هو إخراج بعض أفراد العام بِـ "إِلاَّ" أو إحدى أخواتها.

مثل: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاّ الَّذِيْن آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

      (وَجَاءَ الطُّلاَّبُ إِلاَّ عَلِياَّ)

‌ب.     الشرط: وهو تعليق شيء بشيء وجودا وعدما بـ "إِنْ الشرطية" أو إحدى أخواتها, مثل: (فَإِنْ تَابُوْا وَأَقَامُوْا الصَّلاَةَ وَآتُوْا الزَّكَاةَ فَخَلَّوْا سَبِيْلهم) ومثل: (إن تنجح أُكرمُك)

‌ج. الصفة: ما أشعر بمعنى يختصّ به أفراد العام, ويشمل النعت والبدل, والحال, فالنعت مثل: أكرم أهل جاكرتا العلماء, والبدل مثل: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اْسَتطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً), والحال مثل: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءُهُ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيْهَا) الآية.

والمخصّص المنفصل ما يستقلّ بنفسه

وهو ثلاثة أشياء: الحسّ, والعقل, والشرع.

مثال التخصيص بالحسّ: قوله تعالى عن ريح عاد: (تُدَمِّرُ كُلًُّ شَيِءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) دلّ الحس على أنّها لم تدمّر السماء والأرضَ.

ومثال التخصيص بالعقل: قوله تعالى: (الله خَالِقُ كُلَِّ شَيْءٍ) دل العقل على أنّ ذات الله غير مخلوقة لأنّ الخالق لا يخلق نفسه.

وأما التخصيص بالشرع فأقسام:

1.  تخصيص الكتاب بالكتاب: مثل قوله تعالى: (وَالْمُطَلقَّاَتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوْءٍ) خص قوله تعالى: (يَآ أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّوْنَهَا).

2.  تخصيص الكتاب بالسنة: مثل أيات المواريث (يُوْصِيْكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُ نْثَيَيْنِ) خُصّ بقوله T (لاَ يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلاَ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ) متفق عليه.

3.  تخصيص السنة بالكتاب: مثل قوله T : (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتىَّ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله) الحديث متفق عليه.

خُصّ بقوله تعالى: (قَاتِلُوْا الَّذِيْنَ لاَ يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُوْنَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُوْلُهُ وُلاُ يَدِيْنُوْنَ دِيْنَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوْا الْكِتَابَ حَتىَّ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُوْنَ).

4.  تخصيص السنّة بالسنّة, مثل قوله T: (فِيْمَا سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرُ) رواه البخاري, خصّ بقوله T: (لَيْسَ فِيْمَا دُوْنَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ) متفق عليه.

أسئلة الاستيعاب

1.  عرّف الخاص لغة واصطلاحا!

2.  عرّف التخصيص!

3.  اذك أقسام التخصيص!

4.  عرّف الشرط ومثّل له!

5.  ما أقسام المخصص المنفصل؟ ومثّل لكلّ قسم!

6.  ما أقسام المخصّ

7.  عرّف الاستثناء ومثل له!

8.  مثل للتخصيص بالحس!

9.  مثل للتخصيص بالعقل!

  1. مثل للتخصيص بالشرع!

š
الدرس الثامن

المطلق والمقيد

 

  1. المطلق لغة: ما لم يقيّد مثل: أعطني قلما, فهو مطلق لم تقيّده بقلم رصاص, أو قلم حبر أو قلم جاف.

واصطلاحا: ما دلّ على الحقيقة بلا قيد, مثل: (فَتَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسا) فالرقبة غير مقيدة بأنها مؤمنة أو كافرة.

2.  المقيّد لغة: ما جعل فيه قيد كالبعير إذا قيد بالحبل.

واصطلاحا: ما دلّ على الحقيقة بقيد, مثل (فَتَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) فالرقبة مقيدة بالإيمان فلا يجزيء كافرة.

 

تنبيه:

إذا ورد نصٌّ مطلق ونص مقيّد وجب تقييده المطلق كالمثال السابق, فتُقيَّد الرقبة المطلقة بالمقيدة فلا تحلّ إلا مؤمنة فيهما, توضيح المثال: قال تعالى في كفّارة الظهار: (فَتَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) وقال في كفّارة القتال: (فَتَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) ففي الظهار مطلقة, وفي القتال مقيّدة, فتُقيّد الأولى بالثانية فلا يجزيء إلاّ رقبة مؤمنة في الظهار والقتل.

 

المجمل والمبين

  1. المجمل لغةك المبهم والمجموع

واصطلاحا: ما يتوقف فهم المراد منه على غيره أما في تعيينه, أو بيان صفته, أو مقداره.

مثال الأول: (وَالْمُطَلَّقَاُت يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوْءٍ) فالقرء مشترك بين الطهر والحيض فيحتاج في تعيين أحدهما إلى دليل.

ومثال الثاني: (أَقِيْمُوْا الصَّلاَةَ) فصفة الصلاة مجهولة تحتاج إلى بيان, وقد بينه النبي T.

ومثال الثالث: (وَآتُوْا الزَّكَاةَ) فمقدار الزكاة الواجبة مجهول يحتاج إلى بيان, وقد بينه النبي T.

  1. المبين لغة: المظهَر والموضَّح

واصطلاحا: ما يفهم المراد منه إمّا بأصل الوضع أو بعد التبيين.

مثال الأول: لفظ سماء وأرض وغيرها, فهذه مفهومة بأصل الوضع, فإذا قلنا: سماءً صافية فلا يحتاج إلى بيان.

ومثال الثاني: (أَقِيْمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) فالإقامة والإيتاء كان لفظهما مجملا ثمّ بينه الشارع فأصبح مبينا.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  عرّف المطلق لغة واصطلاحا ومثل له!

2.  عرّف المقيّد لغة واصطلاحا ومثل له!

  1. هل يحمل المطلق على المقيّد؟ مثل لذلك!
  2. ما المجمل لغة واصطلاحا؟
  3. مثل لما يتوقف فهم المراد منه على تعيينه!
  4. مثل لما يتوقف فهم المراد منه على بيان صفته!
  5. مثل لما يتوقف فهم المراد منه على بيان قدره!
  6. ما المبين لغة وشرعا؟ ومثل له!

 

š
الدرس التاسع

الظاهر والمؤول

  1. الظاهر لغة: البيّن الواضح

واصطلاحا: ما دل بنفسه على معنى راجح مع احتمال غيره, مثل أسد للحيوان المفترس, فهو يدلّ على شيئين, الحيوان المفترس, والرجل الشجاع لكنه ظاهر في الحيوان المفترس.

  1. المؤول لغة: من الأول وهو الرجوع

اصطلاحا: ما حُمل لفظه على المعنى المرجوح, مثل لفظ أسدٍ إذا حُمل على الإنسان الشجاع, يكون مؤولا غير ظاهر.

 

  1. النسخ لغة: الإزالة والنقل

واصطلاحا: رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب أو السنة.

أقسام النسخ:

أ‌.      ينقسم باعتبار النصّ المنسوخ إلى ثلاثة أقسام:

أولا: ما نسخ حكمه وبقي لفظه مثل (قُلْ يآ أيُّهَا الْكَافِرُوْنَ) نُسخ بقوله تعالى (فَاقْتُلُوْا الْمُشْرِكِيْنَ كَافَّةً).

ثانيا: ما نُسخ حكمه ولفظه, كآية الرجم (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوْهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالاً مِنَ اللهِ)

ثالثا: ما نُسخ حكمه ولفظه, مثل نسخ عشر رضعات المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها.

ب‌.           وينقسم النسخ باعتبار الناسخ إلى أربعة أقسام:

أولا: نسخ الكتاب بالكتاب, مثل نسخ سورة الكافرون المتقدم.

ثانيا: نسخُ الكتاب بالسنّة كنسخ قوله تعالى (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوْصُوْنَ بِهَا) نُسخ بحديث (لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ) وقيل أنه تخصيص.

ثالثا: نسخُ السنة بالكتاب, مثل نسخِ استقبال بيت المقدس الثابت بالسنة بقوله تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

رابعا: نسخُ السنة بالسنة مثل قوله T :(كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُوْرِأَلآ فَزُرُوْهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ) رواه مسلم.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  عرّف الظاهر لغة واصطلاحا!

2.  عرّف المؤول لغة واصطلاحا!

3.  ما النسخ لغة واصطلاحا؟

4.  إلى كم قسم ينقسم النسخ؟

5.  إلى كم قسم ينقسم النسخ باعتبار النص المنسوخ؟

6.  مثل لما نسخ حكمه وبقي لفظه!

7.  مثل لما نُسخ لفظه وبقي حكمه!

8.  إلى كم قسم ينقسم النسخ باعتبار الناسخ؟

9.  مثل نسخ الكتاب بالكتاب!

10.  مثل نسخ السنة بالسنة!

 

š
الدرس العاشر

السنة  والخبر

 

السنة : هي أقوال النبي وأفعاله وتقريراته.

والخبر: ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو وصف.

 

ينقسم الخبر باعتبار من يضاف إليه إلى ثلاثة أقسام: مرفوع و موقوف ومقطوع

1.  المرفوع : ما أُضيف إلى النبي T مثل قال النبي T كذا.

2.  الموقوف: ما أضيف إلى الصحابي ولم يثبت له حكم الرفع مثل قال أبو بكر الصديق كذا.

  1. المقطوع: ما أضيف إلى التابعي فمن بعده مثل قال عطاء بن أبي رباح كذا.

وينقسم الخبر باعتبار طرقه إلى قسمين: متواتر, وآحاد.

·         فالمتواتر: ما رواه جماعة كثيررون يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس كالذين يُخبرون عن وجود مكة.

·         والآحاد: ما سوى المتواتر

وينقسم الخبر من حيث الرتبة إلى ثلاثة أقسام: صحيح, وحسن, وضعيف

·         فالصحيح: ما نقله عدل تام الضبط متصل السند غير معلّل ولا شاذ.

·         والحسن: ما فقد تمام الضبط.

·         والضعيف: ما خلا عن شرط الصحيح والحسن.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  عرف السنّة!

2.  ما هو الخبر؟

  1. ما هي أقسام الخبر باعتبار من يضاف إليه؟
  2. عرّف المرفوع, مثل له!
  3. عرّف المقطوع, ومثل له!
  4. اذكر أقسام الخبر باعتبار طرقه!
  5. ما هو المتواتر؟
  6. ما الفرق بين الصحيح والحسن؟
  7. ما هو الضعيف؟

š

 

 

 

الدرس الحادي عشر

الإجمـاع

 

الإجماع لغة: العزم والاتفاق

واصطلاحا: اتفاق مجتهدي الأمة بعد النبي T على حكم شرعي والإجماع حجة وهو نوعان, قطعي وظنّي.

1.  فالقطعي: ما يُعلم وقوعه من الأمة بالضرورة كالإجماع على وجوب الصلوات الخمس وتحريم الزنا فالكلّ مجمعون على تحريم الزنا.

2.  الظني: ما لا يُعلم إلاّ بالتتبع والاستقراء كأقلّ مدّة الحمل.

وقد اختلف العلماء في إمكان ثبوته, وأرجح الأقوال أنّ الإجماع الذي ينضبط ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثُر الخلاف وانتشرت الأمة.

شروط الإجماع

1.  أن يثبت بطريق صحيح.

2.  أن لا يسبقه خلاف مستقر: وإلا فلا إجماع لأنّ الأقوال لا تبطل بموت قائلها فإذا وجد لأيّ عالم خلافٌ في مسئلة فلا يصحّ أن يُجمع من بعده على خلافها.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  ما الإجماع لغة واصطلاحا؟

2.  ما أنواعه؟

  1. عرّف الإجماع القطعي, ومثل له!
  2. عرّف الإجماع الظنّي, وهل يمكن وقوعه؟
  3. ما شرط الإجماع؟
  4. هل تبطل الأقوال بموت قائلها؟

 

š

 

 

الدرس الثاني عشر

القيـاس

 

القياس لغة: التقدير والمساواة

واصطلاحا: تسوية فرع بأصل في حكم لعلة جامعة بينهما.

أركانه أربعة: أصل وفرع وعلّة وحكم.

مثاله: حرمة الربا ثبتت في البُرِّ والشعير, وقيس عليه الرزُّ بجامع الطعم. البُرُّ أصل والرزّ فرع, والطعم علّة جامعة, والحرمة هي الحكم. ففي المثال نحن ساوينا الرزّ والبُرّ في حرمة الربا لأنّ منهما مطعوم.

 

شروط القياس

1.  أن لا يصادم نصّا أو إجماعا وإلاّ فلا يُقبل, فلو قلنا: يصحّ أن تُزوّج البالغة نفسها, قياسا على جواز تصرّفها بأموالها, فهذا قياس لا يصحّ يصادم قوله T: (لا نكاح إلا بوليّ) أخرجه الخمسة إلاّ النسائي وصححه الحاكم.

2.  أن يكون حكم الأصل ثابتا بنصّ أو أجماع فلا يقاس على حكم ثبت بالقياس.

  1. أن يكون لحكم الأصل علة معلومة –فلا يقاس أكل لحم النعامة على أكل لحم البعير في نقض الوضوء لأنّ الأخير ليس له علّة معلومة.
  2. أن تكون العلّة مشتملة على معنى يناسب الحكم يعلم من قواعد الشرع, كالإسكار في الخمر فلا يقاس على شيء لا علّة له, فلا يقاس العصير على الخمر لعلة اللون لأن العلة وهي اللون لا تناسب الحكم وهو الحرمة, فالشرع لم يحرم الخمر للونها بل لإسكارها.
  3. أن تكون العلّة موجودة في الفرع كوجودها في الأصل كالطعم بالنسبة للبرّ والرزّ, فإن لم تكن موجودة فلا قياس, فلا يقاس الخلّ على الخمر في الحرمة لأنّ الخلّ ليس فيه علّة الإسكار.

 

أسئلة الاستيعاب

1.  عرّف القياس لغة واصطلاحا!

2.  ما أركان القياس؟

  1. ما شروط القياس؟
  2. ما معنى قولنا ألا يصادم نصّا أو إجماعا؟

š
الدرس الثالث عشر

الاجتهاد

 

الاجتهاد لغة: بذل الجهد لإدراك أمر شاق.

واصطلاحا: بذل الجهد لإدراك حكم شرعي.

والمجتهد: من بذل الجهد لذلك.

 

شروط الاجتهاد:

1.  أن يعلم قدرا من آيات الأحكام وأحاديثها.

2.  معرفة أحوال الحديث سندا ومتنا.

  1. معرفة الناسخ والمنسوخ.
  2. أن يكون على علم بإجماع الأمة حتى لا يخرق الإجماع.
  3. أن يعرف دلالات الألفاظ كالمشترك والمرادف والخاص والعام الخ.
  4. أن يكون على علم بلغة العرب وقدرٍ من النحو والصرف وما إلى ذلك.
  5. أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط الأحكام من أدلتها.

تنبيه

1.  الاجتهاد يتجزّأ, فيكون في باب واحد من أبواب الفقه في مسألة واحدة كالاجتها في التيمم.

2.  على المجتهد بذل جهده في معرفة الحقّ ثمّ يحكم بما ظهر له, فإن أصاب فله أجران, أجر على اجتهاده وأجر على إصابته, وإن أخطأ فله أجر واحد على اجتهاده. والخطأ مغفور إذا لم يُقصّر.

فإن لم يظهر له الحقّ وجب عليه التوقف, وجاز التقليد حينئذ للضرورة.

أسئلة الاستيعاب

1.  ما هو الاجتهاد لغة وشرعا؟

2.  من هو المجتهد؟

  1. اذكر شروط الاجتهاد!
  2. هل يتجزّأ الاجتها؟
  3. ما حكم المجتهد إذا أصاب؟
  4. إذا لم يظهر المجتهد حكم في المسالة فماذا يفعل؟

وصل الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.....

Komentar atau pertanyaan, silakan tulis di sini

Posting Komentar (0)
Lebih baru Lebih lama